البنيـــة المــوضــوعــيـة في شعر سالم الكلباني

الملخص

لا بدّ لكلّ قصيدة من فكرة ترتكز عليها، فالفكرة هي الشرارة التي تنقدح منها عناصر الموضوع، ويُعَدّ الموضوع قطب الدائرة في إنشاء العمل الأدبي، ويتوقفُ حسن اختيار الكاتب لموضوعه بحسن اختياره للفكرة التي ينبني عليها، وهذا أمر يُعزى في المقام الأول إلى ثقافة الأديب وسعة اطلاعه وثراء مخزونه الأدبي والمعرفي، ثم إلى مدى إفادته من أدب عصره " إذ لا يمكن أن يتم خلق العمل الفني العظيم، إلا إذا توفر عاملان: الطاقة الإبداعية الكامنة في الفنان، والطاقة الثقافية الكامنة في العصر"^[1] علما بأنّ الإلمام بأطراف الموضوع يفتقرُ إلى الشمولية، لأنه إلمام أقرب إلى القصور والتفنيد منه إلى الكمال والتأييد في أغلب الأحايين، و الزعم بالإحاطة أمــر تكتنفـــُــه المجازفة والخطورة، فالعمل الأدبي جهد إنساني لا يتجاوز حدود البشرية القاصرة، وتُسهم دراسة الموضوعات الشعرية في كشف غوامض الشخصية، وتحليل أسرارها المختفية، كما تُعدّ سجلا هاما لتاريخ الوقائع والمناسبات التي حدثت في عصر الشاعر مع الأخذ بالاعتبار أبعاد المؤثراث العقلية والنفسية في حياته، والكلباني بوصفه شاعرا عمانيا نُدركُ من خلال شعره (( أن القصيدة العمانية الحديثة في مستواها الذاتي والجماعي، عكست الواقع الاجتماعي والسياسي والثقافي، وما ارتبطت به من مؤثرات لذلك نجد صورتها تماهت مع الماضي، وارتبطت بالحاضر رغبة في استشراف المستقبل))^[2]. وسأتناول أهمّ الموضوعات التي طرقها الكلباني مع التعريج على أهمّ خصائصها الفنية.

[1] عبد الستار إبراهيم – الحكمة الضائعة / الإبداع والاضطراب النفسي و المجتمع – الكويت – المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب – سلسلة عالم المعرفة ص 12

3 السليماني ( عيسى ) الصورة الشعرية في بناء القصيدة العمانية – كنوز المعرفة العلمية للنشر والتوزيع ص .10