الجمعُ المُكَسَّرُ مفهومهُ وأوزانهُ ودلالاتُ ألفاظه

Main Article Content

د. سائر بن عبد الله الحيسوني

Abstract

الحمد لله الذي أنزل القرآن بلسان عربيٍّ مبين؛ فتحدَّى ببلاغته الأوّلين والآخرين، والصلاة والسلام على أفصح العرب أجمعين الذي آتاه ربُّه جوامعَ الكَلِم؛ فكانت بلاغته نبراسَ الفصحاءِ، والمتأدبين، وعلى آل بيتِه الأطهار الطيَّبين، وأصحابه الغرّ الميامين، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.


أما بعدُ:


فلا شكّ أنّ جمع التكسير يختلف عن جمعَي التصحيح؛ إذ يضاف إلى نهاية الاسم المفرد فيهما زيادة خاصة بهما دون تغيير في تركيبتهما الأصلية، وقد تتغير الأسماء –أحيانًا- كحبلى، وسماء، ومصطفى والقاضي؛ فنقول حبليات وسماوات ومصطفون والقاضون، والجمع المُكسر تتغير صورة مفرده لفظًا, أو تقديرًا من غير اعتماد قاعدة ثابتة، وهذا السبب الرئيس في تسميته بالجمع المُكَسَّر.


وجموع التكسير –خاصة- تتصف بصفة أخرى غير ثقل الجمع الذي فيها، وهي تعدّد الأبنية، والصيغ فيها، وهذا التعدد ناشئ من تعدد أبنية المفرد([1]).


والجمع المُكَسَّر بحر, لا ساحل له؛ لأنّ منه القياسيّ، ومنه السّماعيّ، والقياسيّ تكفلتْ ببيانه كتبُ الصرف, ومعاجمُ اللغة، والسّماعيّ لا ضابط له، ولا حاصر.


وجمع التكسير هو أعمّ الجموع, وأشملها, يدلّ على ذلك أنّ ما يُجمع بالواو والنون لك أن تجمعه بالتكسير، فكما تقول: زيدون، تقول: أزياد وزيود([2])، وكما تقول: هندات، تقول: أهناد وهنود([3])، وما لا يصحّ جمعه بالواو والنون، ولا بالألف والتاء يأتي على جمع التكسير، نحو: "درهم" يجمع: "دراهم"، ولا يجوز أن يجمع بالألف والتاء؛ لأنه مذكر، ولا يُجمَع بالواو والنون؛ لأنه ليس بمذكر عاقل؛ فدلّ ذلك على استغناء جمع التكسير عن جمعَي السلامة([4]).


 ولأهمية الجمع المُكَسَّر؛ شرعتُ في إلقاء الضوء على جوانب مُهمّة فيه؛ إذ لفت انتباهي خلال استقرائي أوزان جموع القلّة، والكثرة، ودلالاتها اللفظيّة عدة أمور, أردتُ توضيحها في هذا البحث، وقد استقرَّ بي الأمر إلى اختيار دراسة علمية مستقلّة معنونًا إيَّاها بـ(الجَمْع المُكَسَّر أوزانه ودلالات ألفاظه) في إطار المنهج الوصفيّ المتّخذ من التحليل أداة له في ضوء كتابات القدماء, والمحدثين، واتّبعتُ في البحث الخطة الآتية:     


الفصل الأول:  مفهوم الجمع المُكسر عند القدماء والمحدثين، وفيه مبحثان.


المبحث الأول: مفهومه عند القدماء.


المبحث الثاني: مفهومه عند المحدثين.


الفصل الثاني: أنواع الجمع المُكسر, وأوزانه, وبعض دلالاته, وفيه مبحثان.


المبحث الأول: أنواع الجمع المُكسر, وأوزانه.


المبحث الثاني: بعض دلالات أبنية الجمع المُكسر.


وأُرْدِفَتْ هذه الفصول, والمباحثُ بخاتمةٍ وقائمةٍ بمصادرِ البحثِ، ومراجعه.


 


([1]) المقتضب للمبرد 2/201، وعلل النحو للوراق ص519.


([2]) الكتاب 3/395،  وشرح الكتاب للسيرافي 4/146.


([3]) المقتضب 2/323.


([4]) الفوائد والقواعد للثمانيني ص130.

Metrics

Metrics Loading ...

Article Details

How to Cite
د. سائر بن عبد الله الحيسوني. (2024). الجمعُ المُكَسَّرُ مفهومهُ وأوزانهُ ودلالاتُ ألفاظه. المجلة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية, (24). https://doi.org/10.59735/arabjhs.vi24.325
Section
الأبحاث
​<span id="__caret">_</span><br data-mce-bogus="1"> ​<span id="__caret">_</span><br data-mce-bogus="1">