شوائب التفسير في القرن الرابع عشر الهجري

الملخص

تناول هذا البحث الشوائب التي دخلت كتب التفسير في القرن الرابع عشر الهجري، حيث بين البحث أولاً أهم الأسباب التي أدت إلى دخول الشوائب في تفاسير هذا القرن مبيناً مناهج أصحابها والأسس التي استندوا عليها في تفاسيرهم وفي إدخال الشوائب في كتب التفسير، كما تناول البحث جملة من الشوائب المنتزعة من كتب التفسير في هذا القرن في جملة من القضايا العقدية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية، فبين أصولها وطرق معالجتها ومواردها والرد عليها بالاستشهاد بنصوص الوحي وبالأحاديث النبوية الشريفة إلى جانب مصدر التشريع الأخرى كأقوال الصحابة والتابعين، والإجماع وما سواها من المصادر التشريعية المنبثقة من صميم الشريعة للإسلامية.

وكان من جملة القضايا التي عالجها هذا البحث معاجز الأنبياء عليهم السلام جميعاً والقصص القرآني ومسألة خلق الإنسان، حيث بين البحث كيف حاول أصحاب التفاسير بشوائبهم التقليل من معاجز الأنبياء والتعلق بالماديات عبر تأويلات مفترضة بعيدة عن روح اللغة ولا يحتملها النص القرآني، كما فرغوا القصص القرآني من مضمونها حتى غدت عندهم بمثابة قصص أدبية تتم معالجتها بالطرق الأدبية المعروفة، وهذا ما فيه استهانة بكلام الله جل وعلا ومساواته بكلام المخلوقين، وكذلك تناول البحث جملة من القضايا الاجتماعية والاقتصادية المتصلة بشكل مباشر بحياة الإنسان، كالطلاق وتعدد الزوجات والقمار وما سواها من مسائل نتج عن الشوائب التي أدخلها المفسرون في معالجتهم لها وتفسير الآيات المرتبطة بها  تحليل ما حرم الله وتحريم ما حلله متلبسين بلبوس الدعوة إلى الإصلاح والتجديد وكمجاراة أحكام النهضة، فكان هذا كله بالنتيجة بعيداً عن روح الإسلام ومخالفاً لتعاليمه، ومناقضاً لأحكامه ومعارضاً لنصوص الوحي والسنة النبوية الشريفة.