توظيف أسماء الحيوانات المعروفة في العصر الجاهليّ في قصائد المدح الأندلسيّة.
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
إن الاختلاط بين الإنسان والحيوان، هيّأ للإنسان معرفة عميقة بحياة الحيوان وطباعه، فصوّر ذلك في شعره تصويرًا دقيقًا أتاح لنا تأمل عالمه العجيب، بل والتّسلّل إلى نفسيّته لسمات خفق مشاعره، يقول الجاحظ حول الاختلاط والتّجاور بين الإنسان والحيوان:
"هذه الأجناس الكثيرة ما كان منها سبعًا أو بهيمة أو مشترك الخلق فإنّما هي مثبوتة في بلاد الوحش..... وهي في منازلهم ومناسئهم فقد نزلوا كما ترى بينها، وأقاموا معها، وهم أيضًا من بين النّاس وحش أو أشباه الوحش"([1]).
ونتيجة لهذا الاختلاط أصبح الحيوان جزءًا من حياة الإنسان على مرّ العصور، حتّى أصبح سلوك الحيوان مضربًا للأمثال في الشّعر، وخصوصًا عند شعراء العصر الجاهليّ، فكان للقوّة يضرب مثل بملك الغابة الأسد، وللتّشاؤم يضرب المثل بالغراب، وللصّبر يضرب المثل بالبعير أو الجمل، لقدرته على تحمّل صعاب الصّحراء القاسية، وغيرها من الحيوانات. بل وأصبح بعض الشّعراء يصوّر لنا صراعه مع حيوان، يمكن أن يكون أسطورة كالغول، كما فعل الشّاعر الصّعلوك تأبّط شرًا، فالحيوان جزء مهم جدًا من حياة الإنسان، ويمكن كسب الحيوان تلك الأهمّيّة؛ لأنّه يعيش مع الإنسان في نفس البيئة ويشاركه نفس الطعام واعتمادها الاثنين معًا على الأرض والمطر، فلهذا درس شعراء الجاهليّة حياة الحيوانات ووصفوها في شعرهم، وكذلك فعل شعراء العصور الّتي جاءت من بعد الجاهليّة، وأخصّ بذلك أهل الأندلس، فلبيئتهم الّتي كانوا يعيشون بها، جعلت مخالطتهم للحيوان كبير الأثر، ووظّفوا شعر شعراء الجاهليّة في الحيوان، بقصائدهم كما سنرى ذلك لاحقًا.
المقاييس
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.