النبوات.

الملخص

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، بعثه الله بالحق بشيراً ونذيراً؛ ليخرجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النورِ بإذنِ ربهم إلى صراطِ العزيزِ الحميد، صلى الله عليه وعلى اله و إخوانهِ، ومن تبعهم بإحسانِ إلى يوم الدين.

وبعد؛ فإن موضوع النبوات من الموضوعات المهمة في باب العقائد, حيث إن الله تبارك وتعالى أرسل الرسل وأنزل معهم الكتاب ليتولوا مهمة وتبليغ الرسالات السماوية للخلق، ولولا إرسال الرسل وإنزال الكتب ما عرف الناس ربهم، ولما كانت النبوات من المباحث التي أختلف فيها الناس قديماً وحديثًا بين مؤيد ومنكر ومتوقف، ويتقاطع مبحث النبوات مع تفسير القرآن، والقرآن الذي يثبت فيه هذه المباحث المتفرقة، ولما كانت دلائل النبوات منشودة في كتاب الله،  وبينها نبينا ﷺ في سنته، فقد ذهب مفكرو المسلمين من مذاهب شتى في تفسير حقيقة النبوة, واختلفوا في ذلك تبعا لاتجاهاتهم الفكرية المتباينة, والمؤثرات الثقافية التي أثرت في كل مذهب من تلك المذاهب, فمنهم من أختلف في ذات النبوة وأنكروها, وهم الفلاسفة والملاحدة والمشركين, ومنهم من أختلف في تفسير حقيقة النبوة, وحاول وضع تعريفًا يناسبها, فكان ابن عادل من بين المتكلمين فيها, وكان كتاب اللباب, من كتب التفسير المعتبرة والمعتمدة التي ناقش فيها موضوع النبوة بإسهاب،  وناقش فيها كلام المنكرين، وما يتعلق بتفصيل مباحث النبوات، لِما كان كل ذلك, كان العمل في عصرِنا الذى انتشر فيه الإلحاد وإنكار النبوات واليوم الأخِر, عملاً ضرورياً ينبغي أن يمر به الباحثون الإسلاميون على اختلاف تخصصاتهم, فقد اهتم كثير من المفسرين بمسائل العقيدة في تفاسيرهم, ومنهم الرازي, والبيضاوي, وابن عادل الحنبلي وغيرهم.