التجديد الإسلامي في فكر المجاهد السيد محمد عبدالله الحسن قائد حركة الدراويش في الصومال .

الملخص

تسعى هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على الفكر التجديدي الإسلامي لدى حركة الدراويش إحدى الحركات المناهضة للاستعمار الغربي في منطقة القرن الإقريقي في مطلع القرن العشرين، وعلى قائدها السيد محمد عبد الله الحسن الذي يعتبر مصلحا دينيا أثرت حركته وآراؤه الدينية في نمط التدين وفي الفكر، وخلقت يقظة وصحوة لدى طوائف كبيرة من الشعب المسلم في القرن الإفريقي على وجه الخصوص، ولكن الدولة الصومالية – وكذلك أغلب الدراسات حوله – حرصت على إظهاره بطلا قوميا فقط، متجاهلا لمضامين الإسلامية الإصلاحية للحركة التي قادها، وهو ما تهدف الدراسة إلى إبرازه.

مصطلح  (التجديد)  استخدم في هذه الدراسة كمرادف للإصلاح الديني الذي يتم عادة في فترات الجمود في الحركة العلمية والسياسية، مما يعطل حركة الأمة عن مواكبة العصر وحل المشكلات التي تعرض سبيلها، وفي رأي الباحث فإن التجديد الإسلامي لا يقتصر على التعمق العلمي وإصدار الفتاوى، بل قد يأخذ صورا شتى مثل القيام بأعمال الجهاد، وإحياء العزة في النفوس.

ولم تغفل الدراسة عن الإشارة إلى أهم المؤثرات الفكرية التي صنعت السيد محمد عبد الله حسن، من بينها تنشئته الدينية القوية، وانتماؤه إلى تلك الطريقة الصالحية الأحمدية التي تحمل بعض الميول السلفية الحنبلية بالإضافة إلى رحلاته المتعددة التي شملت بلاد الحجاز وفسلطين على ما ذكر، حيث وقف على حركات المقاومة التي تشكلت في أجزاء من العالم الإسلامي في القرن التاسع عشر، وتعرَّف على بعض قادتها واطلع على أنشطتها وأساليب إدارتها للنضال.

أما ملامح التجديد في فكر السيد فقد تمثلت في الإصلاح العقدي بنبذ البدع المنافية لصحيح الدين، وتشجيع الحركة العلمية، وإحياء فريضة الجهاد ضد المستعمر، وتطبيق الشريعة الإسلامية وتنمية معارفها، ورفع الوعي بالهوية الثقافية وتشكيل المناعة ضد أفكار التغريب، والبحث عن دولة قوية تتمتع باستقلال سياسي.

واستخدم الباحث في معالجة هذه الدراسة مجموعة من المراجع العربية والأجنبية ومقابلات مع شخصيات علمية مطلعة.