الأوضاع السياسية في عكار (1952 – 1958)
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
لطالما كان الصراع داخل العائلة الواحدة هو ظاهرة واضحة في حياة العائلات السياسية الكبيرة في لبنان عامة وعكار خاصة، أمثال: آل المرعبي وآل الضاهر وآل عطية. أما العائلات السياسية الأخرى فيها أمثال: آل الصراف وآل فخر وآل حنا وآل الحاج، فلم تعرف حتى السبعينات من القرن الماضي نزاعاً داخلياً على الزعامة، وما تزال كل واحدة من هذه العائلات تشكل وحدة متراصة حتى اليوم، تلتف حول زعيم واحد، هو مرشحها الأوحد في الإنتخابات البرلمانية، والسبب في ذلك يعود طبعاً إلى عدة أمور وفي طليعتها قلة عدد أفراد هذه العائلات، وعدم تشرذمها إلى فروع وأفخاذ أولاً وحداثة عهدها بالزعامة السياسية، فقد بدأوا بالتنافس على النيابة والزعامة في المنطقة، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال ترشيح اثنين من وجوه هذه العائلة في دورة انتخابية واحدة (ميشال الضاهر وميخاييل الضاهر) منذ سنة 1964 وحتى سنة 1972 ضد بعضهما البعض. ويبدو كذلك أن آل عطية قد عرفوا التنافس على الزعامة بين بعضهم البعض، بدليل تعدد المرشحين من هذه العائلة إلى الإنتخابات النيابية في دورة 1957 حيث ترشح منهم: حسني عطية ورامز عطية ووديع عطية (حبلص (مقال العائلات السياسية في عكار) ص 63).
وتزداد حدة التنافس على النيابة داخل العائلة المرعبية نظراً لقدم زعامة هذه العائلة من جهة، ورسوخ التنافس بين فروعها الثلاث من جهة ثانية، وهي: فرع بيت عثمان باشا الشديد المرعبي القيطع وفرع بيت أسعد آغا بن شديد المرعبي في الجومة وفرع بيت عبد القادر بك بن شديد المرعبي في الدريب (الأسعد (2010) ص 175). وعلى هذا الأساس تفرع المراعبة إلى ثلاثة فروع حمل كل منها اسم مؤسس فرعه بيت العثمان الشديد، بيت الأسعد الشديد، وبيت عبد القادر الشديد، وكان التنافس دائماً بين هذه الفروع الثلاثة.
ولقد انسحب النزاع بين الزعامات العكارية في النظرة إلى ثورة عام 1958 ضد الرئيس كميل شمعون، بعد أن أفرز الصراع السياسي عائلات جديدة مثل آل البعريني... وسمات هذا الصراع هو بين الملتزم (الحاكم) والفلاح (سلوم (2000) ص 59).
المقاييس
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.