الآثار الاجتماعية للفتوحات الإسلامية في العصر الأموي (العراق انموذجاً )

محتوى المقالة الرئيسي

كردي أحمد
الاستاذ الدكتور حسن مبيض

الملخص

تعد فترة تأسيس الدولة الأموية نقطة تحول كبيرة وخطيرة جدا في التاريخ الإسلامي، وذلك راجع للأحداث السياسية والعسكرية الخطيرة التي سبقتها، إلا أن كل المؤرخين يجمعون على أن فترة حكم الدولة الأموية أكثر أيام المسلمين امتداداً ونفوذا، ففي عهد الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، كانت رقعة بلاد الإسلام تمتد على شبه الجزيرة العربية وبلاد الشام والجزء الغربي من بلاد فارس والعراق، إلا أن دولة بني أمية لما استتب لها حكم الدولة الإسلامية، استأنفت على سنة الخلفاء الراشدين حركة الفتوحات، فامتدت الدولة الإسلامية على مجالٍ جغرافي واسع بلغ ثلاثة أضعاف مساحتها قبل الأمويين، فأصبحت تمتد من بلاد السند شرقاً إلى المغرب الأقصى والأندلس غربا، هذه الدولة التي لن تعمر طويلا، إلا أنها ستترك بصماتها على جدران التاريخ الإسلامي، وتمتد على ثلاث قارات(آسيا، إفريقيا، أوروبا).


حيث تربّعَ معاوية بن أبي سفيانَ على عرش حكم الدولة الإسلامية، وأرسى قواعد الدولة بدمشق التي كان واليا عليها واصبح يرسم معالم مستقبل دولة أراد أن يؤسسها، لكنه لم يستبق وقائع التاريخ وقوانينه، بل سار معها وأفاد منها، إلى أن تحقق له ما أراد، ليصبحَ معاوية بن أبي سفيان أول ملِكٍ في الإسلام، إذ بعد معركة صفين التي وقعت بينه وبين جيش علي رضي الله عنه عام 37 هـ، والتي انتهت نهاية غير حاسمة، استغل معاوية نتائجها سريعا، فضم مصر إلى ولاية الشام عام 38هـ، ثم سيطر على الحجاز سنة 40هـ، وهو العام الذي استشهد فيه علي بن أبي طالب غدراً، وبويع ابنه الحسن رضي الله عنهم جميعا،استقرت الأوضاع السياسية الداخلية للدولة الإسلامية نسبيا، الشيء الذي استفاد منه معاوية بن أبي سفيان لتنفيذ مشروعه الكبير بمد نفوذ الدولة إلى أقصى مدى يمكن تحقيقه، لذا تابع العرب فتوحاتهم في المناطق الشرقية للدولة العربية الإسلامية، حيث شملت منطقتين هما بلاد ما وراء النهر (الدول المسلمة الواقعة جنوب روسيا حاليا، ويقصد بالنهر المذكور "نهر جيحون" الذي يسمى اليوم "نهر أموداريا" في أوزبكستان)و بلاد السند (باكستان والهند): قاد الفتوحات في بلاد السند "محمد بن القاسم الثقفي" الذي تمكن من فتح مدينة "الديبل" (كراتشي حاليا)، وتابع زحفه شمال السند حتى وصل إلى كشمير على حدود الهند.واستغل الأمويون اضطراب الأوضاع الداخلية للإمبراطورية البيزنطية والصراعات السياسية على الحكم فيها، فحققت جيوشهم انتصارات مهمة استطاعوا من خلالها رد الأخطار البيزنطية واسترجاع العديد من الثغور الإسلامية على سواحل البحر الأبيض المتوسط، علاوة على سيطرتهم على أجزاء واسعة من "أرمينيا"، وبدأت فتوحات الدولة الاموية في اتجاه شمال إفريقيا، إذ لما استتب لبني أمية أمر الدولة الإسلامية، وهدأت الأوضاع نسبيا، استأنف المسلمون فتوحاتهم ليفتحوا شمال افريقيا ويعبروا البحر وصولا الى الاندلس.

المقاييس

يتم تحميل المقاييس...

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
كردي أحمد, & الاستاذ الدكتور حسن مبيض. (2024). الآثار الاجتماعية للفتوحات الإسلامية في العصر الأموي (العراق انموذجاً ). المجلة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية, (23). https://doi.org/10.59735/arabjhs.vi23.271
القسم
الأبحاث
​<span id="__caret">_</span><br data-mce-bogus="1"> ​<span id="__caret">_</span><br data-mce-bogus="1">