الرّمز الدّينيّ عند بدوي الجيل وخليل مردم بك
محتوى المقالة الرئيسي
الملخص
للرّمز أثر كبير في العمليّة الشّعريّة، يلجأ إليه الشّاعر لِما يحمله من سمة تكثيفيّة تنهض بحمل الرّؤية الفنيّة والمشاعر التي يحسّ بها تجاه قضيّة ما، "فالرّمز الشّعريّ مرتبط كلّ الارتباط بالتّجربة الشّعوريّة التي يُعانيها الشّاعر"([1])، يجد فيه أداة فنيّة تُمكّنه من التّعبير الشّعريّ المختزل.
ولا تتفاضل الرّموز في الاستخدام الشّعريّ بحسب قِدَمها أو جِدّتها، بل بالتّجربة الشّعريّة التي تُوظّفها؛ فالتّجربة الشّعريّة "بما لها من خصوصيّة في كلّ عمل شعريّ، هي التي تستدعي الرّمز القديم لكي تجد فيه التّفريغ الكلّيّ لِما تحمل من عاطفة أو فكرة شعوريّة، وذلك عندما يكون الرّمز المستخدم قديمًا، وهي التي تُسبغ على اللّفظة طابعًا رمزيًّا بأن تركّز فيها شحنتها العاطفيّة أو الفكريّة الشّعوريّة، وذلك عندما يكون الرّمز المستخدم جديدًا"([2]).
وتعدّد الرّموز التي يعتمد عليها الشّعراء، فتشمل الرّموز الدّينيّة والتّاريخيّة والأسطوريّة والشّعبيّة، كما تشمل رموز الأماكن والأحداث، ولن يهتمّ البحث ها هنا إلّا بالرّموز الديّنيّة القرآنيّة التي تردّد ذكرها في الشّعر السّوريّ.
ويجدر التّنبيه على أمر مهمّ، وهو ضرورة الفصل بين الرّموز الدّينيّة والرّموز الأسطوريّة، ولا سيّما حين يكون للرّمز مرجعيّة قرآنيّة. لقد امتدّ موضوع الأسطورة ليشمل الدّيانة، والمأثور الشّعبيّ، وعلم الاجتماع، والتّحليل النّفسيّ، وغيرها؛ ولكنّها تُشير في أصلها اللّغوي إلى الأباطيل والأحاديث التي لا نظام لها([3])، "ومن المعتاد اعتبارها نقيضًا "للتّاريخ"، و"للعلم"، أو "الفلسفة"، أو "للمجاز"، أو "للحقيقة([4]).
ويعود سبب الخلط بين الرّموز الدّينيّة والأسطوريّة إلى الاختلاف في تعريف الدّين؛ فليس للدّين مدلول محدّد مجمع عليه؛ بسبب اختلاف أديان المجتمعات الإنسانيّة، وعدم الاتّفاق على ماهيّة الدّين البدائيّ، والتّفرقة بينه وبين غيره من الأديان، إضافة إلى تناول ظاهرة الدّين في التّخصّصات كلّها؛ من مثل الفلسفة والاجتماع والأديان وغيرها([5]).
من هنا جاء هذا البحث الموسوم بعنوان: "الرّمز الدّينيّ عند بدوي الجبل وخليل مردم بك"، ليلقي الضّوء على الرّمز الدّينيّ المستخدم عند بدوي الجبل وخليل مردم بك، وقد استدعت طبيعة البحث اعتماد المنهج التّحليليّ الوصفيّ.
([1]) إسماعيل، عزّ الدّين، الشّعر العربيّ المعاصر، قضاياه وظاهره الفنيّة والمعنويّة، دار الثّقافة، بيروت، لا ط، لا ت، ص 198.
([3]) انظر: ابن منظور، لسان العرب، دار صادر ودار بيروت، بيروت، 1955م، 4/363.
([4]) رنيه وليك وآوستن وآرن، نظريّة الأدب، تعريب: عادل سلامة، دار المرّيخ للنّشر، الرّياض، 1992م.
([5]) انظر: الخشّاب، سامية مصطفى، دراسات في الاجتماع الدّينيّ، الكتاب الأوّل، علم الاجتماع الدّينيّ، دار المعارف، القاهرة، ط 1، 1988، ص 21.
المقاييس
تفاصيل المقالة
هذا العمل مرخص بموجب Creative Commons Attribution-NonCommercial 4.0 International License.