"الوصايا في القرآن الكريم دراسة موضوعية مقارنة بوصايا العهد القديم"

محتوى المقالة الرئيسي

الأستاذ الدكتور هلال درويش
عدنان محمود رجب

الملخص

عندما خرج موسى عليه السلام وقومه من أرض مصر فراراً بدينهم إلى أرض سيناء، صعد موسى عليه السلام إلى جبل الطور لكي يتلقى الألواح التي فيها الوصايا الربانية، ولما أبطأ موسى على قومه النزول من الجبل قالوا لهارون عليه السلام أصنع لنا آلهة تسير امامنا، فقال لهم هارون أنزعوا أقراط الذهب التي في آذان نسائكم وبنيكم وبناتكم وأتوني بها، ثمَّ وضعها في أزميل وصنع منها عجلاً مسبوكاً، وهذا كما زعمت التوراة التي حرفها الرهبان والقسيسين حسب ما تخدم مصالحهم، وما كان ذلك من فعل هارون وانما هو من فعل (السامري) الذي نص عليه القرآن الكريم في سورة طه : ﴿ قَالَ فَإِنَّا قَدْ فَتَنَّا قَوْمَكَ مِنْ بَعْدِكَ وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ (85) فَرَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ أَمْ أَرَدْتُمْ أَنْ يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي (86) قَالُوا مَا أَخْلَفْنَا مَوْعِدَكَ بِمَلْكِنَا وَلَكِنَّا حُمِّلْنَا أَوْزَارًا مِنْ زِينَةِ الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ (87) فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ (88) أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا وَلَا يَمْلِكُ لَهُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا (89) وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي (90) قَالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى (91) قَالَ يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا (92) أَلَّا تَتَّبِعَنِ أَفَعَصَيْتَ أَمْرِي (93) قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي (94) قَالَ فَمَا خَطْبُكَ يَا سَامِرِيُّ (95) قَالَ بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي (96) قَالَ فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِي الْحَيَاةِ أَنْ تَقُولَ لَا مِسَاسَ وَإِنَّ لَكَ مَوْعِدًا لَنْ تُخْلَفَهُ وَانْظُرْ إِلَى إِلَهِكَ الَّذِي ظَلْتَ عَلَيْهِ عَاكِفًا لَنُحَرِّقَنَّهُ ثُمَّ لَنَنْسِفَنَّهُ فِي الْيَمِّ نَسْفًا (97) إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا (98) ﴾ طه: ٨٥ - ٩٨


 


والعهد القديم هي الفترة التي قبل المسيح عيسى(عليه السلام) وهي فترة مليئة بالظلم، من تحريق الانبياء وتقتيل الرسل وتكذيبهم وهذا ليس بغريب على الامم التي بُعثت اليهم الرسل والانبياء.


أما وصايا القرآن الكريم هي التي نزلت على سيدنا محمد وهذه الوصايا تأمرنا بالتوحيد وبر الوالدين وعدم الشرك بالله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتنهى عن قتل النفس التي حرم الله الا بالحق، وتدعوا إلى عدم سفك الدماء، والتحلي بالأخلاق الفاضلة التي جاء بها الإسلام الحنيف.


وأما المقارنة الحاصلة التي نص عليها الرسول والعلماء من بعده. قال (إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم، وقولوا: آمنا بالله وكتبه ورسله، فإن كان حقاً لم تكذبوهم، وإن كان باطلاً لم تصدقوهم).


وقال في ذلك الشيخ أبو حمزة محمد قاسم: إن الأخبار الإسرائيلية ثلاث أنواع: الأول: ما وافق القرآن والسنة النبوية موافقة صريحة فهذا مما ينبغي روايتهُ وتبليغه لأنه حق وصدق لا شك فيه.


الثاني: ما لم يرد في القرآن ولا في السنة ولا يعارضهما فهذا يحتمل الصدق والكذب كسائر الأخبار العادية ويجوز روايتهُ للموعظةُ والاعتبار.


الثالث: ما عارض القرآن والسنة فهو كذب محض لا تجوز روايته إلا لتفنيدهُ وتكذيبهُ.


ووصايا العهد القديم لا تحتوي على الشمولية التي في وصايا القرآن الكريم التي تنسجم مع الفطرة الإنسانية بأسلوب قرآني يمسُ شغف القلوب، منها العقدية والأخلاقية والاجتماعية والسلوكية مما يبين أنه الكتاب الجامع الخالد إلى قيام الساعة.


وهذا القرآن أنزلهُ الله على سيدنا وحبيبنا محمد ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ومن الجهل البهيم إلى نور المعرفة التي يبصر الناس به إما إلى جنة وإما إلى النار.


والقرآن لا يتحدث عن التوحيد ونبذ الشرك فقط بل يتحدث عن جميع مفاصل الحياة التي تعطي الإنسان قيمة بتقويم سلوكهُ وتصحيح مساره ويضبط اعوجاج الانسان ويمنحهُ فيضاً من الطهر والجمال والحب، وذلك بالشمولية الكاملة. إن العظمة القرآنية اشتملت على كثير من الأعمال التي كُلف بها الانسان منها: العبادات، والتكليف المادي، والتكليف الاجتماعية، والتكليف البدني، وغيرها من اسس الإسلام.


وإن علم مقارنة الأديان يختص بالوقوف على مدى صحة المعتقدات الدينية والتعرف على ما تشابه منها، وأين تكمن مواطن الخلاف فيها

المقاييس

يتم تحميل المقاييس...

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
الأستاذ الدكتور هلال درويش, & عدنان محمود رجب. (2024). "الوصايا في القرآن الكريم دراسة موضوعية مقارنة بوصايا العهد القديم". المجلة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية, (23). https://doi.org/10.59735/arabjhs.vi23.253
القسم
الأبحاث
​<span id="__caret">_</span><br data-mce-bogus="1"> ​<span id="__caret">_</span><br data-mce-bogus="1">