تربية الأبناء في القرآن الكريم الأسلوب التربوي لنبي الله يعقوب مع أبنائه أنموذجاً

الملخص

احتلت التربية الاهتمام الأول للمربين منذ بداية الإنسان وكيفية بناء الأجيال ولا شك أن خير من أوضح السبل والطرق الصحيحة والمناهج الواضحة التي لها الأثر الفعال في تربية الإنسان هو القرآن الكريم فالتربية في القرآن الكريم لها حيز واسع ومجال عريض  في كيفية التربية فطرق التربية الواردة في القرآن الكريم طرق كثيرة ومتنوعة ومتلائمة مع تنوع الأنفس البشرية فقد ورد في القرآن الكريم أساليب توضح مناهج التربية وطرقها وتوضح معالمها بما يسهم في ترسيخ الفطرة التي أودعها الله تعالى في الإنسان والتي يمكن أن يصل بها الإنسان إلى المثل العليا فقد جاء في القرآن ذكر لكثير من القصص والأخبار والتوضيحات التربوية التي تعمل على تبيان الدلالات القرآنية وتوصياتها في كيفية التربية للوصول إلى مجتمع أخلاقي رباني فالتربية في القرآن الكريم هي أصل الحاجات وهي منتهى الغايات لكي يصل الإنسان لإنسانيته عبر تربية نفسه والابناء وفق المنهج القويم وقد تطرقت دراستنا لأسلوب التربية في القرآن الكريم وأساليبها وطرقها عبر بيان أنواع المربين وانعكاس تلك التربية على صلاح الفرد وقد كان النبي يعقوب ومسائله مع أولاده نموذجاً للدراسة التي توضح الأسلوب القرآني في توجيهاته التربوية وقد اعتمدت دراستنا على المنهج الوصفي التحليلي واستقراء الآيات الكريمة فقد استندت الدراسة إلى البحث في الموضوع في المؤلفات والتفاسير التي تطرقت لتفسير القرآن الكريم والتعمق في مسائل التربية التي ذكرها الذكر الحكيم وقد خلصت الدراسة إلى نتائج عديدة ومتنوعة وحيث أن القرآن الكريم لا يمكن لأحد فيه أن يحيط بجوانب موضوعاته وعظمة بيانه والوقوف على سر بلاغته  فإن البحث في هذه المواضيع يحتاج دراسة معمقة يشترك فيها التفسير مع اللغة والأصول وعلم البديع حتى يستطيع الإنسان أن يدرك سر بلاغة القرآن في موضوعاته وقد استنتجنا بعض النتائج من خلال دراستنا أن القرآن الكريم جعل التربية منهاج الأنبياء والصالحين فقد كانت التربية الموجودة في القرآن الكريم ذات أبعاد عديدة تبدأ من تربية الأبناء وتغذيتهم الروحانية عبر تأديبهم وإرشادهم إلى تربية الأسرة والمجتمع والأمة وما التعليم إلا من وجوه التربية فكانت التربية جوهر ما أرشد إليه القرآن الكريم.