المضامين التّربويّة في سورة العصر (دراسة تحليليّة ميدانيّة لواقع المجتمع الإسلاميّ)

محتوى المقالة الرئيسي

كريم حسين محمود الجبوري
د. نوال يوسف

الملخص

الحمد لله حمدًا يليق بجلاله، وعظمة سلطانه، وواسع رحمته، نحمده حمدًا كثيرًا طيّبًا مباركًا فيه، ونستغفره ونتوب إليه، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، فهو المبعوث رحمةً للعالمين. أما بعد:


فقد شرّفنا الله سبحانه وتعالى ، وهدانا بكتابه العزيز، الذي أنزله على خير البشر، وأفضل الخلق، وسيّد الكونين، وخاتم الأنبياء والمرسلين محمد بن عبد الله عليه أفضل الصّلاة وأتمّ التّسليم.


التّربية في القرآن الكريم، هي تربية ربّانيّة، منهجها من عند الله تعالى، فقد جاء الحثّ عن طريق القرآن الكريم، ونحن البشر علينا التّفكير والتّدبّر، فالمهج الإسلاميّ شاملًا لحياة البشر في دنياه وآخرته، و نظم علاقة الإنسان مع جميع ما في الكون حتّى مع نفسه. واتّسمت التّربية الإسلاميّة بالوضوح في مجالات الحياة كافّة، السّياسيّة، والدّينيّة، والاجتماعيّة، والاقتصاديّة.


إنَّ أهميّة تعلّم القرآن وتعليمه، هي من أشرف المهن؛ ولهذا، نحن ملزمون كمسلمين أن نتعلّم كلّ ما يحتويه، وأن نلتزم بكلّ ما فيه من أوامر ونواهي، فهو الدّستور الأعظم، إذا أردنا أن نعيد أمجادنا وحضارتنا وقوّتنا وهيبتنا، فعلينا أن نربّي جيلًا واعيًا ملتزمًا بتعاليم القرآن، فالتّربية السّليمة على النّهج الصّحيح، هي الوسيلة لتحقيق ذلك.


فالقرآن الكريم هو كلام الله سبحانه وتعالى، مهما أجرينا عليه الدّراسات، وبحثنا فيه، فلن نصل إلى قاع بحره المليء بالجواهر الثّمينة، فالعلم كلّه في محتواه يعجز العقل البشريّ عن تدبّر كلّ ما فيه، فقد احتوى الدّنيا والآخرة، والماضي والحاضر والمستقبل.


إنّ ما يميّز به هذه الأمّة عن سواها، أنّها خير أمّة أخرجت للنّاس، قال سبحانه: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ)([1])، كما أنّه بُعث فيها خاتم الأنبياء والمرسلين، وسيّد الثّقلين، محمد r.


وسورة العصر، هي إحدى السّور المكيّة، وعدد آياتها ثلاث آيات فقط، وتوجد في الجزء الثّلاثين من المصحف، وفيها يقول المولى U؛ بعد "بسم الله الرّحمن الرّحيم: (وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3))([2]).


وفي هذه السّورة القصيرة، تكمن الكثير الكثير من المعاني التي تبرز منهج متكامل للحياة البشريّة، فيما فيها من مضامين تربويّة وأخلاقيّة، فهي تعلّم الإنسان أنّ النّجاة من النّار بالإيمان، وهي منهج متكامل من التّربية على النّهج السّليم، فقد قال فيها الإمام الشّافعي: "لو ما أنزل الله تعالى حجّة على خلقه إلّا هذه السّورة لكفتهم"، لما لها من فضلٍ، وما احتوت من علمٍ، على الرّغم من صغرها، فقد احتوت على معانٍ كثيرة من قيم ومبادئ وأهداف تدخل بحياة الإنسان من جميع النّواحي، ممّا يدفع فضول طلبة العلم البحث في ما تضمّنته هذه السّورة لمعرفة ما فيها من علمٍ، ومدى تأثيرها على المجتمع الإسلاميّ، ودراسة ما تضمّنته من مضامين تساهم بالنّهوض بالواقع التّربويّ.


 


([1]) سورة آل عمران، الآية 110.


([2]) سورة العصر، الآية 1-3.

المقاييس

يتم تحميل المقاييس...

تفاصيل المقالة

كيفية الاقتباس
كريم حسين محمود الجبوري, & د. نوال يوسف. (2023). المضامين التّربويّة في سورة العصر (دراسة تحليليّة ميدانيّة لواقع المجتمع الإسلاميّ). المجلة العربية للعلوم الإنسانية والاجتماعية, (22). https://doi.org/10.59735/arabjhs.vi22.157
القسم
الأبحاث
​<span id="__caret">_</span><br data-mce-bogus="1"> ​<span id="__caret">_</span><br data-mce-bogus="1">