دور الإعلام في مواجهة الأخطار الداخلية والخارجية للدولة الإسلامية بالعصر العباسي (132- 447ه/ 749 – 1055م)

الملخص

هدفت الدراسة لتوضيح تأثير الإعلام في المرحلة من العصر العباسي الممتدة ما بين (132 - 447 ه) في مواجهة الأخطار سواًء الخارجية أو الداخلية منها والتي كانت تهدد الدولة العباسية، حيث تعددت وتنوعت وسائل الإعلام في العصر العباسي نتيجة للحضارة والازدهار الذي تميز به هذا العصر، وذلك بسبب التعامل والتفاعل بين الثقافات المختلفة وتوَسع نطاق الدولة، مما استدعى تطور وسائل الاتصال. بالإضافةً إلى ذلك، أبدى الخلفاء والأمراء اهتمامًا بكسب رأي الجمهور وتحسين صورتهم أمام رعاياهم، حيث شجعوا الشعر والعلم وكل ما يساهم في تمجيدهم وتعزيز فهم المرء الإيجابي عنهم. تمثل استخدام الخطاب والاهتمام به في علم الكلام واللغة، بناء الجوامع ودور العلم كلها وسائل لنقل ما يرغبون من خطابات وكلمات، استخدموها لمواجهة خصومهم. وعلاوةً على ذلك، قاموا بالترويج للشعر ودعم الشعراء، إذ تنوعت خطاباتهم بين الأدبية والدينية والعلمية والسياسية، وكانت كلها تهدف إلى تمجيد حكمهم ودولتهم وأفعالهم، واعتبروها سلاحًا قويًا لمواجهة خصومهم. وعززت هذه الاستراتيجية تقريب العلماء والشعراء والفقهاء من الخطباء والأمراء، حيث تملك فعلهم هذا دورًا هامًا في التصدي للتهديدات التي واجهت الحكم العباسي، سواءً كانت من الداخل أو الخارج. وبالتالي، يوضح أن العباسيين نجحوا في استخدام وسائل الإعلام المتاحة لديهم بشكل مناسب يخدم أهدافهم، وعملوا على تطويع هذه الوسائل لخدمة طموحاتهم.