الذكاء الاصطناعي كمدخل لإثراء اللوحة التصويرية

الملخص

     يعتبر الرسم والتصوير التشكيلي أحد المجالات التنموية الهامة للإنسان فهو انعكاس حقيقي لمتغيرات العصر المعاش، فقد باتت التكنولوجيا، جزء رئيسيا من حياتنا اليومية، حيث  يقف التاريخ البشري  في هذا العصر، على أعتاب الثورة الصناعية الرابعة، والتي تتسم بالتحولات والتغيرات السريعة ومن أهم المتغيرات المعاصرة تكنولوجيا (الذكاء الاصطناعي)، حيث أخذ الذكاء الاصطناعي ، بتغير نمط حياتنا بشكل جذري، ومن الملاحظ أن هذه التكنولوجيا لم تستغل كمدخل تجريبي يعزز التطور والنمو من هنا يرى البحث  ضرورة الوقوف على المنطلاقات الفكرية والتقنية لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ، وتقديم مداخل جمالية مستحدثة ، في اللوحة التصويرية، قائمة على الذكاء الاصطناعي لمجاراة روح العصر، والإلمام بمهارات المستقبل، ،و للخروج  بمعالجات مستحدثة توافق تطورات العصر الذي نعيشه،حيث يهدف البحث الحالي إلى التعرف على مفهوم فن الذكاء الاصطناعي  وتاريخه في اللوحة التصويرية ، كما يهدف إلى تقديم مداخل تجريبية مستحدثة  قائمة على الذكاء الاصطناعي في اللوحة التصويرية، واتبع البحث الحالي المنهج التطبيقي التجريبي لتجربة البحث العملية ، وقد خلص البحث إلى النتائج التالية: أن  الذكاء الاصطناعي يمنح قوة عظمى  للفنان ، تمكنه من إنشاء  أعمال  فنية ذات تعقيد وثراء حيث يمكن للفنانين استخدام الذكاء الاصطناعي كأداة‘ أو متعاون، أو ملهمة للتأثير على أعمالهم الفنية، في مراحل مختلفة من العملية الفنية إذ تعمل نماذج الذكاء الاصطناعي في شكلها الحالي كأدوات جديدة للفنان، أكثر من كونها بدائل رقمية للإنسان المبدع، فعلى سبيل المثال ، يمكن للذكاء الاصطناعي إنشاء مجموعة من الصور لتكون بمثابة نقطة انطلاق ، والتي يمكن بعد ذلك الاختيار من بينها وتحسينها بواسطة فنان بشري، حيث يجمع هذا بين نقاط القوة في النماذج الفنية للذكاء الاصطناعي (التكرار السريع وإنشاء الصور) ،مع نقاط القوة لدى الفنانين البشريين المتمثلة في  (الرؤية  الفنية للقطعة ، والمقدرة على التغلب على مشاكل نماذج الذكاء الاصطناعي)، كما أوضحت الدراسة التحليلية و الفنية المدى الواسع للاستفادة من الذكاء الاصطناعي وأساليبه التشكيلية في إثراء القيم الجمالية للرسم والتصوير ، وأوصى البحث بمزيد من التجريب في الشكل من خلال أساليب وتقنيات الذكاء الاصطناعي للوصول إلى حلول تشكيلية متنوعة في مجال الرسم والتصوير، كما أوصى بالعمل على إيجاد وتعزيز القيم (الفريدة) التي يقدمها البشر، في عصر الذكاء الاصطناعي، وأوصى بالسعي وراء وجهات النظر المختلفة والمبتكرة وإعطائها الفرصة للتجريب والتقويم.